*المقاومة تفعل ما تريد والعدو يفعل ما يجيد*

عاجل

الفئة

shadow


*بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج*

الأنظار كلها متجهة اليوم الى سماحة السيد بأنتظار ما سيصدر عنه من مواقف تتعلق بجريمة الأغتيال التي نفذتها أسرائيل بالأمس مستهدفة الشيخ صالح العاروري خاصة ان سماحته سبق وأن حذر بأن أستهداف أي مقاوم موجود على الأرض اللبنانية ايا كانت جنسيته سيستوجب رد من المقاومة وها وقد حصل الأغتيال فأن 
كثيرين يتطلعون الى تفعيل هذه المعادلة خاصة بعد صدور بيان عن المقاومة بذات المضمون ولكن لهؤلاء نقول ان الظروف التي اطلق فيها سماحته المعادلة تختلف تماما عن الظروف التي نعيشها اليوم فنحن في حالة اشتباك مع العدو منذ الثامن من اكتوبر تجاوز خلالها الخطوط الحمراء عدة مرات من استهداف مدنيين وصحافيين 
الى الاغارة خلف خطوط النار وكان رد المقاومة دائما متناسبا مع هذه التعديات وبشكل لا يحقق للعدو اهدافه بتوسيع دائرة النار واستجلاب قوى مساندة تعيد خلط اوراق الميدان وتحرف الأنظار عما يحصل في غزة فعين سماحته هي على الميدان الأم وكل ما تقوم به المقاومة هو لخدمة هذه المعركة الفاصلة في مصير المقاومة الفلسطينية بدليل ان الحزب ألتزم بوقف اطلاق النار من جبهته بالرغم من استهداف العدو لأربعة من قادة فرقة الرضوان ومن بينهم أبن الحج محمد رعد وبالتالي وأن حدث الأغتيال في ضاحية العاصمة بيروت فأن الرد سيبقى محكوما للقواعد التي رسمها حزب الله لهذه المعركة مسقطا أية اعتبارات اخرى لأن غايته ليس رد اللكمة الأسرائيلية وتسجيل هدف في مرماها بل يريد ان يخرج من هذه المعركة منتصرا بأنتصار المقاومة في غزة وبذات الوقت عدم تحقيق أية غاية يريدها نتنياهو وعلى رأسها اطالة أمد هذه الحرب وتوسيع جبهاتها لجر الاميركي الى مستنقعه وبالتالي 
فأن المقاومة التي نجحت في ادارة هذه المعركة منذ لحظتها الأولى وسيطرت سيطرة كاملة على مجرياتها واحداثها وحققت اهدافها لن تتوقف عند مخالفة جسيمة ارتكبها العدو فتتلهى بها على حساب النتيجة النهائية للمباراة وهنا من المفيد ان نذكر بالمعادلة التي ارساها سماحة السيد فيما يتعلق بأستهداف المقاومين في سوريا 
والتي أقدم الاسرائيلي عليها فكان انتظار الصهيوني لرد المقاومة أمر واصعب وأكثر كلفة عليهم من الرد بذاته ووقف الجيش الاسرائيلي على رجل ونصف لعدة أشهر ولم يرتاح الا بعد تنفيذ عملية الرد اما اليوم ونحن في خضم معركة كبرى 
تخطت قواعد الأشتباك السابقة وبحيث بات يرسم كل يوم معادلة جديدة وفقا لمتطلبات الميدان وبما يحقق الاهداف فأن موقف سماحته اليوم سيكون عملية تذكير 
بأن سلاح الاغتيال الذي يستخدمه الأميركي والأسرائيلي بحق قادة المقاومة هو سلاح الجبان الذي يفشل بمواجهة هولاء في الميدان فيسعى الى أخذهم غيلة وغدرا 
ويعتبر هذا الأمر انجازا يتفاخر به مؤكدا على القيمة العالية لهؤلاء الشهداء في افساد مخططاته الاجرامية التي تسعى الى استعمار منطقتنا ووضع اليد على مقدراتها والأبقاء على اسرائيل قوة مطلقة وصاحبة اليد الطولى وبالتالي فأنه وأن كان اغتيال القادة هو عملية فاشلة على صعيد تحقيق النتائج بدليل تعاظم قوة حماس بالرغم من اغتيال الشيخ أحمد ياسين وزيادة قدرات المقاومة الاسلامية بعد اغتيال السيد عباس الموسوي وتضاعف اعداد وقدرات فرقة الرضوان بعد استشهاد الحج رضوان ولواء القدس ما زال بأوج عطاءه بعد اغتيال الشهيد سليماني وبدليل اغتيال السيد رضي وأنظروا الى انصار الله وقدراتهم الأسطورية بالرغم من اغتيال قائدهم صالح الصماد ويكفينا فخرا ان قادتنا يستشهدون في ميدان المعركة وعلى يد اعتى قوتين في العالم اميركا واسرائيل وهي شهادة بأن قادتنا هم في الصفوف الأمامية بمواجهة قوى الأستكبار والهيمنة ولكن هذا لا يعن ان جريمة الاغتيال ستمر دون حساب فأذا كان العدو في المرة السابقة قد وقف على رجل ونص فهذه المرة سيقف على رجل واحدة منتظرا الرد الذي سيسقطه ارضا فنحن قوم لا نترك دماء شهدائنا على الأرض والشهيد صالح العاروري هو من الشخصيات الفريدة ومن اصحاب البصمات المميزة في المسيرة الظافرة للمقاومة الفلسطينية وليس لحماس وحدها وهو من مؤسسي كتائب القسام ولكن عزائنا ان الشهيد أغمض عينيه على أحب المشاهد اليه وهو مشهد دبابات العدو تحترق بمن فيها على يد ابطال القسام واخوتهم من باقي الفصائل المقاومة وبأنه حقق أماله بنيل الشهادة على يد اعداء الله والبشرية 
الذين خافوه فأغتالوه .
وفي الختام نقول بأن شعار المرحلة هو ان المقاومة تفعل ما تريد والعدو يفعل ما يجيد فهي تريد هزيمة هذا العدو ومنعه من تحقيق اهدافه وقد تحقق لها ما ارادت والعدو يفعل ما يجيد فعله وهو ارتكاب المجازر وتنفيذ الاغتيالات والتي لم يحقق من خلالها أي من اهدافه وبالتالي فمن البديهي ان المقاومة لن تساهم ولو بتحقيق هدف جزئي لقيادة العدو تحت عنوان الثأر وهي قد فتحت له دفتر حساب اضافت له جريمة اغتيال العاروري والتي سيكون ثمن الثأر له وللعميد رضي وسليماني والمهندس وكافة الشهداء هي مراكمة عناصر القوة من طهران الى غزة مرورا بصنعاء وبغداد ودمشق وبيروت واحكام الحصار عليه من البحر الاحمر ومن المتوسط تمهيدا للمنازلة الكبرى واجتثاثه من ارض فلسطين وكتابة النصر بدماء الشهداء الميامين .

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة